التحليل الفني والأساسي لسهم ارامكو يتوقع القمم التي سيحققها سهم ارامكو بعد الارتفاع الكبير في اسعار النفط العالمية وقفزات تاسي المتلاحقة

في ضوء التطورات القوية التي شهدتها أسعار النفط العالمية ومسار الأداء المتميز لسوق الأسهم السعودية “تاسي” في الجلسات الأخيرة من سبتمبر 2025، يترقب المستثمرون والمحللون الماليون القمم المحتملة التي قد يصل إليها سهم أرامكو مستقبلا.

التحليل الفني والأساسي لسهم ارامكو يتوقع القمم التي سيحققها سهم ارامكو

بناء على التحليل الفني والأساسي، بات من الممكن رسم سيناريوهات مدعومة بالعوامل التي تدفع السهم للصعود، مع مراعاة المخاطر التي قد تعيق الاتجاه الصاعد.

الأداء الأخير ومحركات السوق

شهد مؤشر سوق الأسهم السعودية (تاسي) ارتفاعات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حول احتمالية رفع قيود ملكية الأجانب على الأسهم المحلية.

في 24 سبتمبر، قفز المؤشر بنحو 5٪ في جلسة واحدة، وهو أكبر مكسب يومي في أكثر من خمس سنوات، بعد ترويج أن الجهات التنظيمية السعودية تعتزم رفع حد امتلاك المستثمرين الأجانب من 49٪.

هذا الزخم وجه السيولة نحو الأسهم القيادية، من بينها أرامكو.
كما أن سهم أرامكو نفسه سجّل مكاسب، إذ ارتفع في يوم تداول أخير بنسبة تقارب 2٪، ليقود المكاسب في قطاع الطاقة في السوق السعودي، هذه الحركة تأتي في وقت يتزايد فيه اهتمام المستثمرين بتحركات النفط العالمية.

من جهة أخرى، أصدرت أرامكو في سبتمبر توقع لخفض أرباح توزيعها لعام 2025، في ظل تضاؤل هامش الربحية بسبب تراجع أسعار النفط، لكن الشركة تمكنت من إصدار صكوك إسلامية بقيمة 3 مليارات دولار، جذبها بطلب قوي من المستثمرين.

وعلى صعيد الأساسيات، أعلنت الشركة عن تراجع في أرباح الربع الأول من 2025 بنسبة 4.6٪ مقارنة بالعام السابق، نتيجة لانخفاض المبيعات وهبوط أسعار النفط.

كما تعرضت لإشاراتها إلى ضرورة خفض التكاليف وبيع بعض الأصول، مثل محطات الطاقة، لتوفير سيولة إضافية.

إضافة إلى ذلك، ضخت أرامكو جهود لتعميق نشاطها في التكرير الداخلي، حيث خصّصت نحو 28٪ من إنتاجها الخام للاستهلاك المحلي في مصافيها، مما يعزز الاستقلالية ويقلل من ضغوط التصدير في بيئة أسعار متقلبة.

تحليل فني: أي مستويات مستهدفة؟

من منظور فني، يمكن تحديد مناطق دعم ومقاومة حيوية تستند إلى الحركات السعرية الأخيرة:

• منطقة الدعم الأساسية قد تتكوّن حول مستويات تسبق الانخفاضات الأخيرة أو المتوسطات المتحركة، على سبيل المثال عند مستويات 23.50 إلى 24.00 ريال.
• مقاومة قريبة قد تبرز في مدى 26.50 إلى 27.50 ريال، في حال استمرار الزخم الصعودي.
• إذا تجاوز السهم هذه المقاومة بنجاح بدعم من حجم تداول جيد واندفاع سيولة، قد يستهدف القمة التالية حوالي مستوى 30.00 ريال.
• في حالة اختراق قوي نحو الأعلى، قد يعاد استهداف مستويات أعلى، ربما في مد تتجاوز 33-35 ريال، لكنها تتطلب دعم أساسي وفني قوي لاستدامة الصعود.

من الجدير بالذكر أن مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو متوسطات متحركة متوسطة المدى قد تشير إلى تشبع في بعض الأحيان، مما يحتم مراقبة انعكاسات محتملة أو تراجعات تصحيحية ضمن الاتجاه الصاعد.

العوامل الأساسية التي تدعم الصعود أو تعيقه

• أسعار النفط والعائدات
  • إن الارتفاع في أسعار النفط يعد المحرك المركزي لسهم أرامكو، في أشهر صيف 2025، شهدت أسعار النفط دعم إضافي بسبب التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب، مما دفع الشركة إلى النظر في تعديل أسعار مبيعاتها للآسيا إلى أعلى مستويات في أربعة أشهر.
  • كذلك، التحوط في العرض العالمي أعطى زخم إضافي للخام السعودي.
  • لكن المعضلة تبقى في التذبذبات: فبعض التوقعات تفيد بأن أرامكو قد تقبل مستوى أسعار نفط أقل لتجنب كساد السوق، ما يعني أن السهم قد يواجه ضغوط إذا هبطت الأسعار عالميا.
• التوزيعات وسياسات التدفقات المالية
  • تظل عوائد المستثمرين من أرامكو مرتبطة بشكل وثيق بمدى قوة توزيعات الأرباح.
  • في 2025، توقع بعض المحللين أن أرامكو لن تقدم توزيعات استثنائية، بل تكتفي بتوزيعات أساسية مدفوعة بمقومات الربحية الحالية.
  • هذا قد يقلل من الجذب المضاربي للسهم في المدى القصير، لكن في المقابل، إصدارها لصكوك بقيمة 3 مليارات دولار كشف عن استمرارية الطلب على أدواتها المالية.
• البيع غير العضوي والتصفية
  • أفادت تقارير بأن أرامكو قد تبيع محطات توليد كهرباء أو أصول أخرى لتحقيق سيولة إضافية، في إطار طلب الحكومة على رفع كفاءتها واستدامتها.
  • هذه الخطوة قد تعزز مركزها النقدي وتحمي قدراتها على الاستثمار، لكنها قد تثير مخاوف المستثمرين حول تراجع حجم أصول الشركة.
• السياسات التنظيمية وتسهيل الملكية الأجنبية
  • إن أي قرار للجهات السعودية برفع نسبة امتلاك الأجانب في الأسهم المحلية سيشكل محفز كبير لسهم أرامو.
  • إذا أقرت هذه التعديلات قبل نهاية 2025، فقد تدخل سيولة أجنبية قوية إلى السهم، ما يدعم الصعود فوق المقاومات الرئيسية.
• المخاطر الخارجية والجيوسياسية
  • بما أن أرامكو تعمل في قطاع حساس للتوترات السياسية، فإن أي صدمة في الإقليم أو تغيّر في السياسات العالمية للطاقة قد تخلط الأوراق.
  • كما أن أداء الاقتصاد العالمي، معدلات التضخم، وسياسات الفائدة في الدول الكبرى تشكل عوامل واسعة التأثير على الطلب على النفط وأداء سهم أرامكو.
• السيناريو الأساسي: إذا استمر الزخم الصاعد في السوق السعودية وارتفعت أسعار النفط تدريجي، فقد يصل السهم إلى مستويات 30.00 ريال مطلع 2026، مع احتمال اختراق نحو 32-33 ريال في حالة الدعم القوي.
• السيناريو المتفائل: مع تدفق سيولة أجنبية كبيرة وتحرر قيود الملكية، قد يستهدف السهم حاجز 35 ريال خلال عام إلى عام ونصف.
• السيناريو المتحفظ: إذا تعرضت أسعار النفط لضغوط أو تراجعت توزيعات الأرباح، قد يتراجع السهم إلى حدود 25-27 ريال أو يتمحور ضمن نطاق عرضي.

يعكس التحليل الفني والأساسي أن سهم أرامكو يملك إمكانيات كبيرة للصعود، خصوصا إذا توافرت شروط بيئية مواتية من أسعار نفط مرتفعة وسيولة تدعم استمرار الزخم في السوق السعودية.

مستوى 30 ريال يبدو هدف واقعي في المدى المتوسط، بينما يشكل حدود 33-35 ريال سقف طموح في السيناريو القوي.

لكن على المستثمر أن يراقب عن كثب المتغيرات: أسعار النفط، سياسات التوزيع، وإعلانات الجهات التنظيمية حول ملكية الأجانب.

في ضوء هذه المعطيات، فإن دخول المستثمر إلى السهم أو زيادة مراكزه يحتاج إلى إدارة مخاطرة ذكية، مع مراقبة نقاط الدعم والمقاومة، وتحديد نقاط وقف الخسارة إذا انحرفت الأحوال عن السيناريو المتوقع.

المصادر

• رويترز: “Saudi stocks soar to 5-year high on foreign ownership reform hopes”
• رويترز: “Aramco profit drops as uncertainty hits oil markets”
• رويترز: “Aramco raises $3 billion from Islamic bonds”
• رويترز: “Saudi shares jump by most in 5 years on report of easing of foreign ownership rules”