رسمياً: السعودية تعلن تغيير تصاميم مساكن الحجاج في مشعر منى والكشف عن شكل مساكن الحجاج الجديدة في موسم 1447

السعودية تعلن تغيير تصاميم مساكن الحجاج في مشعر منى
  • آخر تحديث

في خطوة جديدة تعكس توجه المملكة نحو تطوير تجربة الحج والعمرة وتحقيق أعلى مستويات السلامة والجودة في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أقرت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان مجموعة من الاشتراطات التنظيمية الدقيقة الخاصة بالنزل المؤقتة المخصصة لاستقبال الحجاج، وهي أماكن الإقامة التي تستخدم بشكل موسمي خلال موسم الحج لتوفير مساكن مؤقتة تلبي احتياجات الأعداد المتزايدة من القادمين إلى المشاعر المقدسة.

السعودية تعلن تغيير تصاميم مساكن الحجاج في مشعر منى

ويأتي هذا القرار ضمن إطار الجهود المتواصلة لتحديث المنظومة العمرانية والخدمية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة وتطوير الخدمات الدينية وفق أعلى المعايير العالمية.

أهداف القرار ودلالاته التنظيمية

يهدف اعتماد هذه الاشتراطات إلى ضمان بيئة سكنية آمنة وصحية ومهيأة بالكامل لاستقبال الحجاج في ظروف من الراحة والطمأنينة.

كما يهدف إلى تنظيم استخدام الأراضي في المناطق المحيطة بالمشاعر المقدسة بصورة تضمن التوزيع المتوازن للمرافق وتفادي العشوائية أو التكدس السكاني الموسمي.

وترى الوزارة أن هذه المعايير تمثل نقلة نوعية في آليات الترخيص والإشراف على النزل المؤقتة، حيث تلزم المشغلين بتطبيق معايير السلامة المتقدمة والالتزام بالبنية التحتية المعتمدة، إضافة إلى الحفاظ على الصورة الحضرية المتناسقة للمباني في المناطق المقدسة.

متطلبات السلامة ومنظومة الحماية

أوضحت الوزارة أن من أبرز بنود الاشتراطات الجديدة إلزام جميع النزل المؤقتة بالحصول على موافقات مسبقة من الدفاع المدني تتضمن مخططات للسلامة وتقارير فنية توثق مطابقة المباني لاشتراطات الوقاية من الحرائق.

كما تم التشديد على أن تكون الطرق المؤدية إلى هذه المباني بعرض لا يقل عن عشرة أمتار لتسهيل وصول آليات الإنقاذ، إلى جانب توفير مخارج طوارئ متعددة تضمن الإخلاء السريع والآمن في الحالات الطارئة.

وأكدت الوزارة أن أي خلل في أنظمة الإطفاء أو أجهزة الإنذار سيعد مخالفة جسيمة تستوجب الإغلاق الفوري إلى حين التصحيح الكامل، مشيرة إلى أن مسؤولية الصيانة الدورية تقع على عاتق المشغلين، الذين يتوجب عليهم التعاقد مع شركات معتمدة متخصصة في أنظمة الحماية.

اشتراطات التصميم والتجهيزات الداخلية

شددت التعليمات على أن التشطيبات الداخلية للنزل المؤقتة يجب أن تكون مصنوعة من مواد غير قابلة للاشتعال، وأن تلتزم بالمواصفات الفنية المعتمدة من الجهات المختصة، مع ضرورة تركيب أنظمة إنذار مبكر وإضاءة طوارئ ووسائل تهوية دائمة.

كما أوضحت الوزارة أن التمديدات الكهربائية يجب أن تكون مطابقة لمتطلبات كود البناء السعودي، وأن يتم منع تخزين أي مواد قابلة للاشتعال داخل المبنى أو في المرافق المخصصة للنزلاء.

وفيما يتعلق باستخدام المباني، أكدت التعليمات أن دور القبو يخصص حصر للمواقف والخدمات الفنية، ولا يجوز استغلاله لأي أنشطة تجارية أو سكنية.

ضوابط التشغيل والترخيص البلدي

نصّت اللوائح الجديدة على ضرورة الحصول على ترخيص بلدي قبل بدء تشغيل أي نزل مؤقت، على أن تكون مدة الترخيص سنة واحدة قابلة للتجديد بعد استيفاء جميع المتطلبات النظامية.

وحذرت الوزارة من مزاولة النشاط دون ترخيص ساري، أو استغلال المساحات العامة والأرصفة دون تصريح رسمي، مؤكدة أن المخالفة قد تؤدي إلى إغلاق المنشأة وسحب الترخيص نهائياً.

كما تم التشديد على تنظيم حركة الحافلات أمام النزل، بحيث يمنع وقوفها إلا في أوقات التحميل والتنزيل فقط، لتفادي الازدحام وضمان انسيابية المرور في المناطق المحيطة.

معايير المظهر العام والخدمات المساندة

ألزمت التعليمات أصحاب النزل بالحفاظ على المظهر الجمالي العام للمباني، ومنع وضع أي ملصقات أو إعلانات عشوائية على الواجهات باستثناء اللوحات التعريفية الرسمية وأوقات العمل وتعليمات الدفع الإلكتروني.

كما سمحت الوزارة بتركيب اللوحات الإعلانية وفق الضوابط المحددة مسبقا، وأكدت على ضرورة الحفاظ على المواقف المخصصة وعدم تحويلها لاستخدامات أخرى.

وفي ما يتعلق بالخدمات الداخلية، منعت اللوائح إقامة مطابخ مركزية داخل النزل بشكل قاطع، وأوجبت التعاقد مع مطابخ مرخصة لضمان سلامة الإعاشة ومطابقتها لمعايير الصحة العامة.

كما سمحت بوجود مغاسل ومكائن بيع ذاتية للمنتجات الغذائية شريطة الحصول على تراخيص رسمية والالتزام الكامل باشتراطات النظافة والسلامة الغذائية.

تعزيز جودة الخدمة واستدامة المشاريع

أكدت الوزارة أن الهدف الأوسع من تطبيق هذه اللوائح هو تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وضمان أن تكون كل مراحل إقامتهم داخل المملكة آمنة ومريحة وتتناسب مع مكانة الحرمين الشريفين.

كما شددت على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار خطة شاملة لتطوير بيئة الضيافة الدينية وجعلها نموذج يحتذى به في المنطقة، مع التركيز على الاستدامة والابتكار في إدارة المرافق الموسمية.

رؤية متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن

تعكس هذه القرارات حرص المملكة المستمر على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، ليس فقط من خلال التوسع في المشروعات الكبرى، بل عبر وضع أنظمة دقيقة تضمن سلامة وراحة الزوار في كل تفصيلة من تفاصيل رحلتهم الإيمانية.

وينتظر أن تسهم هذه الاشتراطات في رفع كفاءة النزل المؤقتة وتحقيق التوازن بين الجانب التنظيمي والتنموي، لتظل المملكة نموذج في إدارة الحشود واستقبال ضيوف الرحمن وفق معايير عالمية تعكس رؤيتها الطموحة نحو مستقبل أكثر أمان واستدامة.