هذا ما يعنيه اعتماد عقد العمل الموحد كسند تنفيذي في السعودية والحقوق التي سيضمنها للموظفين في السعودية

هذا ما يعنيه اعتماد عقد العمل الموحد كسند تنفيذي في السعودية
  • آخر تحديث

اعتمدت الحكومة السعودية مؤخرا خطوة محورية في تطوير منظومة سوق العمل، تمثلت في اعتبار عقد العمل الموحد سند تنفيذي، في خطوة تهدف إلى حماية حقوق الموظفين وضمان سرعة تنفيذ الالتزامات التعاقدية دون الحاجة إلى إجراءات قضائية مطوّلة.

هذا ما يعنيه اعتماد عقد العمل الموحد كسند تنفيذي في السعودية 

ويعد هذا التحول أحد أبرز الإصلاحات القانونية والتنظيمية التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة العدل، ويأتي ضمن جهود المملكة لتحديث بيئة العمل وتعزيز الثقة بين العامل وصاحب العمل.

ما هو السند التنفيذي ولماذا يعتبر العقد الموحد خطوة تاريخية؟

السند التنفيذي هو وثيقة قانونية تمكن صاحب الحق من التوجه مباشرة إلى محكمة التنفيذ للمطالبة بحقوقه دون المرور بالمراحل القضائية التقليدية.

وبناء على القرار الجديد، يصبح عقد العمل الموثق إلكترونيا عبر منصة “قوى” سند قابل للتنفيذ، وخاصة في البنود المتعلقة بالأجر والمستحقات المالية.


هذا يعني أن العامل الذي لم يحصل على أجره في الموعد المحدد يمكنه التقدم بطلب تنفيذ فوري ضد صاحب العمل من خلال منصة “ناجز” التابعة لوزارة العدل، دون الحاجة إلى رفع دعوى أمام المحكمة العمالية.

القرار يهدف إلى تقليص فترات التقاضي وحماية العامل من المماطلة، كما أنه يرفع من التزام أصحاب العمل بتطبيق العقود كما وقعت، ويمنح الموظف حماية قانونية قوية وسريعة.

سيتم تطبيق القرار بشكل تدريجي عبر ثلاث مراحل لضمان الاستقرار التنظيمي:

  • المرحلة الأولى تبدأ في 6 أكتوبر 2025 وتشمل جميع العقود الجديدة أو المعدلة الموثقة بعد هذا التاريخ.
  • المرحلة الثانية تنطلق في 6 مارس 2026 وتشمل العقود محددة المدة التي تجدد بعد ذلك التاريخ.
  • المرحلة الثالثة تبدأ في 6 أغسطس 2026 لتشمل العقود غير محددة المدة، وبذلك يصبح جميع العاملين في القطاع الخاص مشمولين بالنظام الجديد.

تتولى منصة “قوى” مسؤولية توثيق العقود، بينما يتم التحقق من الالتزام بالأجور عبر منصة “مدد”، ويتم تنفيذ القرارات القضائية مباشرة عبر “ناجز”، في عملية تكامل إلكتروني شاملة بين الجهات الحكومية.

حقوق الموظفين التي يضمنها النظام الجديد

الاعتماد الجديد يوفر حماية غير مسبوقة للعاملين في القطاع الخاص، ومن أبرز الحقوق التي سيحصل عليها الموظفون:

  • ضمان صرف الأجور في مواعيدها، إذ يصبح أي تأخير أو امتناع عن الدفع قابل للتنفيذ الفوري.
  • تسريع استرداد المستحقات دون الحاجة لرفع دعاوى مطولة أو انتظار صدور أحكام نهائية.
  • الحد من النزاعات العمالية بفضل الوضوح القانوني وقوة السند التنفيذي.
  • تعزيز العدالة الوقائية من خلال تمكين العامل من المطالبة بحقه إلكتروني وبطريقة مبسطة.
  • رفع مستوى الشفافية والثقة بين العامل وصاحب العمل، ما يسهم في استقرار بيئة الأعمال.

يتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تحسين بيئة الاستثمار داخل المملكة، إذ يمنح المستثمرين وضوح أكبر في الجوانب القانونية للعلاقات العمالية، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالنزاعات.

كما أن تسريع تنفيذ العقود سيسهم في رفع كفاءة بيئة العمل وتقليل أعداد القضايا المنظورة في المحاكم.

من جهة أخرى، فإن التطبيق الإلكتروني المتكامل بين الجهات المعنية يعزز التحول الرقمي في الخدمات العدلية والعمالية، ويمثل خطوة ضمن رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء سوق عمل أكثر كفاءة وعدالة وتنافسية.

رغم الإيجابيات العديدة، إلا أن تطبيق النظام الجديد يتطلب رفع الوعي القانوني لدى العاملين وأصحاب العمل على حد سواء.

كما تحتاج الشركات إلى تحديث أنظمتها الداخلية لتتماشى مع متطلبات التوثيق الإلكتروني وإجراءات الربط بين المنصات الحكومية.


ويتوقع خبراء قانونيون أن تسهم هذه الخطوة في تقليل معدلات القضايا العمالية بنسبة كبيرة خلال السنوات الأولى من التطبيق، مع تعزيز سرعة البت في النزاعات القائمة.

في النهاية، يمثل اعتماد عقد العمل الموحد كسند تنفيذي نقلة نوعية في تاريخ التشريعات العمالية السعودية، وخطوة نحو ترسيخ العدالة الفورية وحماية حقوق جميع الأطراف، بما ينسجم مع توجه المملكة نحو التحول الرقمي الكامل في إدارة سوق العمل.

المصادر


  • صحيفة عكاظ – خبر اعتماد عقد العمل كسند تنفيذي (www.okaz.com.sa)


  • صحيفة الاقتصادية – تحليل قانوني لأثر القرار على سوق العمل (www.aleqt.com)

  • وكالة الأنباء السعودية – إعلان رسمي لوزارة العدل والموارد البشرية (www.spa.gov.sa)