رسمياً: كريستيانو رونالدو يغادر النصر والسعودية بشكل نهائي وجماهير النصر في ذهول

كريستيانو رونالدو يغادر النصر والسعودية بشكل نهائي وجماهير النصر في ذهول
  • آخر تحديث

وسط أضواء الملاعب وصخب الجماهير، يعود اسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى واجهة الحديث الرياضي العالمي، ليس بسبب هدف جديد أو رقم قياسي إضافي، بل بسبب تساؤل عاطفي يلامس وجدان عشاقه حول العالم: هل سيعود الأسطورة إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء؟ هذه الفكرة التي تحولت إلى مطلب جماهيري، تدعو رونالدو إلى إنهاء مسيرته الكروية من حيث انطلقت، في نادي سبورتنج لشبونة، الفريق الذي اكتشف موهبته وقدم للعالم أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.

كريستيانو رونالدو يغادر النصر والسعودية بشكل نهائي وجماهير النصر في ذهول

تلك الدعوات التي تزايدت مؤخرا من جماهير وإعلاميين وشخصيات رياضية مقربة من اللاعب تعبر عن رغبة عميقة في رؤية "القصة الكروية الأجمل" تكتمل في وطنه الأم، ليسدل الستار على مسيرة ملحمية امتدت لأكثر من عقدين من المجد والانتصارات.

الواقع التعاقدي يمنع العودة الآن

رغم المشاعر الجارفة والرغبة الجماهيرية الكبيرة، فإن الحقائق التعاقدية تفرض واقع مختلف؛ إذ يرتبط رونالدو بعقد رسمي مع نادي النصر السعودي يمتد حتى نهاية عام 2027، وهو ما يجعله مستمر في الملاعب السعودية حتى بلوغه الثانية والأربعين من عمره.

ويعني ذلك أن عودته المحتملة إلى سبورتنج لشبونة ليست ممكنة في الوقت الحالي، على الأقل من الناحية القانونية.

ومع ذلك، فإن مجرد تداول فكرة العودة يثير حماس الجماهير ويشعل النقاشات حول إمكانية أن يختم أحد أعظم لاعبي كرة القدم فصول مجده في النادي الذي بدأ منه رحلته العالمية.

استمرار القوة والعزيمة رغم التقدم في العمر

ما يثير الإعجاب في قصة رونالدو ليس فقط طول مسيرته، بل الطريقة التي حافظ بها على لياقته البدنية العالية رغم مرور السنين.

فقد تمكن النجم البرتغالي من البقاء في قمة المنافسة مع اللاعبين الأصغر بفضل نظامه الغذائي الصارم وتدريباته المنتظمة وانضباطه غير المسبوق.

حتى في سن متقدمة بالنسبة للاعب كرة القدم، لا يزال كريستيانو رونالدو يظهر أداء مدهش في الملاعب السعودية، ويواصل تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام القياسية، وهو ما يجعل الحديث عن اعتزاله أو تراجعه أمر صعب التصديق.

طموحات لا تعرف التوقف

لم يكتفي رونالدو بما حققه من إنجازات؛ فبعد أن فاز بكل البطولات الكبرى مع الأندية الأوروبية، يظل حلمه الأكبر هو قيادة منتخب بلاده البرتغال نحو تحقيق لقب كأس العالم، وهو الإنجاز الوحيد الذي ينقص سجله الذهبي.

كما يسعى لتحقيق رقم تاريخي آخر يتمثل في الوصول إلى حاجز الألف هدف رسمي في مسيرته، وهو رقم لم يبلغه أي لاعب من قبل، ما يعكس طموحه اللامحدود وإصراره على ترك بصمة خالدة في سجلات كرة القدم.

نداءات العودة إلى "البيت الأول"

تزايدت الأصوات التي تطالب رونالدو بالعودة إلى نادي سبورتنج، ليس فقط من الجماهير، بل أيضا من شخصيات بارزة في الوسط الرياضي البرتغالي.

فقد عبر زميله السابق ريكاردو سا بينتو عن أمنيته الصادقة برؤية رونالدو ينهي مسيرته هناك، واصف هذه الخطوة بأنها ستكون "أجمل نهاية لقصة لا تتكرر في كرة القدم".

وأكد أن جماهير سبورتنج تستحق مشاهدة هذه اللحظة التاريخية التي ستجسد الوفاء والانتماء، معتبر أن عودة رونالدو ستكون بمثابة تكريم للنادي الذي كان نقطة انطلاق مجده العالمي.

القميص رقم 7 بين الرمزية والتاريخ

تطرّق سا بينتو إلى مسألة الرقم الشهير الذي ارتبط باسم رونالدو طوال مسيرته، مشير إلى أنه حتى لو لم يرتدي القميص رقم 7 مجددا في سبورتنج، فإن الأهم هو عودته إلى ملعبه الأول. وأوضح أن الرقم مجرد تفصيل رمزي أمام القيمة الحقيقية التي يمثلها وجود رونالدو في النادي.

وأضاف أن رؤية النجم الكبير يختتم مسيرته في المكان الذي بدأ منه ستكون رسالة إنسانية قبل أن تكون رياضية، تعيد التذكير بجذور النجاح وأصل الحلم.

موقف إدارة سبورتنج ورغبة العائلة

من جهته، أبقى رئيس نادي سبورتنج، فريدريكو فارانداس، الباب مفتوحًا أمام عودة النجم البرتغالي، مؤكد أن القرار النهائي يعود إلى اللاعب وحده، وأن النادي سيظل مستعد لاستقباله في أي وقت يقرر فيه العودة.

وأشار إلى أن رونالدو لا يزال يحمل حب عميق للنادي الذي كوّنه كلاعب وسانده منذ بداياته.

أما والدته، دولوريس أفيرو، فقد عبّرت أكثر من مرة عن أمنيتها الصادقة بأن ترى ابنها يعود إلى سبورتنج قبل أن يعتزل كرة القدم نهائيا، وقالت له بعبارات مؤثرة: "يا بني، قبل أن أموت أريد أن أراك تعود إلى سبورتنج"، وهي كلمات تركت أثرًا كبيرًا في قلوب الجماهير البرتغالية التي تتشارك معها نفس الأمنية.

بين المجد السعودي والحنين الأوروبي

حتى الآن، لا يبدو أن رونالدو قد حسم قراره، فهو يعيش حالة من التوازن بين التزامه المهني مع نادي النصر السعودي وبين الحنين إلى بلاده وجذوره الكروية الأولى.

ورغم أن عودته تبدو بعيدة زمنيا، إلا أن رده القصير عندما سئل عن الأمر "سنرى" أبقى الباب مفتوح أمام حلم قد يتحقق في نهاية الرحلة، ليكمل الأسطورة فصلها الأخير في المدينة التي وُلد فيها الحلم.

وهكذا، تبقى قصة رونالدو مثال حي على مزيج المجد والوفاء، بين طموح لا يتوقف وحنين لا يختفي، قصة قد تنتهي على أرض لشبونة كما بدأت، ليغلق النجم البرتغالي دائرة المجد في المكان الذي شهد أول انطلاقة له نحو الخلود الكروي.